الاثنين، 9 ديسمبر 2013

قصص قصيرة جدًّا "٢"



١- حبٌّ طفوليّ... هذا ما قيل لبعضِ العشّاق في صغرهم. أما قرؤوا ما تنزَّل من وحي العاشقين.
" وآتيناهُ الحبَّ صبيّا "

-------

٢- ناوشتها أفكارها، فبقيتْ عاكفةً تقرأ ما تيسّرَ من وحي العاشقين . واستهلّت بـ " ذلك الغرام لا ريب فيه هدىً للعاشقين "

------

٣- كان يظنُّ أنه مالك يوم الحب ، إلى أن تنزلتْ عليهِ " فستعشقُ ويعشقون "

------

٤- تَرَكَتهُ، فلمْ يُعطِها أيّ اهتمام. ظنَّ أنَّها بادرةُ حبٍّ جديدٍ قادم. وأصبحَ منتظِرًا إلى أنْ وافتهُ المنيّة.

------

٥- همستْ في أذنهِ فانبهرَ وذُهل . أعادتْ هماستها مرارًا وتكرارًا ، وفي كلِّ مرّةٍ يصعقُ أكثر فأكثر . لم يتفوّه بأيّ كلمة . ظلّتْ تناجيهِ وهو غارقٌ في بحرٍ من الآلام . لم يحسبْ حسابًا لمثلِ هذا الموقف. زاحمتهُ مفرداتٌ نطقتْ بها غنجًا. كان في صمتٍ و في دهشة . سكبتْ قبلاتها عليهِ وغادرتْ .

------

٦- بكتْ بدموعٍ يذرُفها الخجل. لمْ تنتظرهُ ليمسحَ دموعها أو ليطبّب على جراحاتها، بلْ استلّتْ قلمهُ من غمدهِ وكتبت: " ليتني ما ..... "

------

٧- حاربه الكلُّ على عشقهِ ، فأقسم أنْ لا يتركها حتّى لو قُتِلَ متعلقًا بأستارِ دارها .

-------

٨- يجثو على بابِ دارها. بعد أنْ أكمل أشواطهُ السَّبع. ينتظرها لإتمام شعائر الحبّ.

-------

٩- قطَّعهُ الحبّ، وقطَّعها الشوق. تناثرتْ أشلاؤهما على بعض واجتمعا مُقطَّعين.

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

قصص قصيرة جدًّا "١"

قصص قصيرة جدًّا ( ١ )



١- إثرَ حادثٍ مروّع تشوّه وجههُ ، بعد أن استفاق نظر إلى نفسهِ في المرآة . تجهّمَ وغضب وقرر أن يصلح كلَّ المرايا . 



٢- حين يلوّحُ بيدهِ يرمي قذائف الغرام نحوها. حين يقبِّلها تندلعُ حربٌ بين شفاههم. وحين يصرِّحُ بالحبّ يفجِّرُ نفسهُ فيها. 



٣- تتسلَّحُ بدموعها، فتهزمُ كلَّ فارسٍ يتقدَّمُ لنزالها. حتّى جاء ذلكَ النّبيل، فمسحَ دموعها وهُزمتْ.



٤- كانا يقيمان صلاة الهيام في تلك الصومعة ، كلٌّ يلهج بذكر الآخر . وما عرفا أيهما الإمام من المأموم . 
" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"



٥- ترقصُ أناملها مداعبةً ذلك القرطاس ، فيتناثر من تمايلها لحنًا من العَرُوض يُخبِرُ عن ولادة قصيدةٍ لقحتها سواعد الغرام .



٦- مع عشيقتهِ ينظرانِ للنجوم الساحرة. يرى أمل الحياةِ بها، وترى توهُّجًا يستمرّ. انفصلا، وكرِهَ  كلٌّ منهما السماءَ.



٧- كان ماضيهِ مُشبَّعًا بالألم. مهما تقدّم خطوةً للأمام، سبحتهُ حبالُ القلقِ خطوتين إلى الوراء. كان القلقُ مسيطرًا عليه. أقسَمَ بالحبِّ وإلـٰههِ أنْ يتغلَّب على كلّ المناوشاتِ التي بداخلهِ. في تلكَ اللحظة تقطَّعتْ كل الحبال، وكلّما لحقهُ القلق ضلَّ الطريق. 



٨- كلَّما أرادَ أن يبدأ بالكتابة، ترتعشُ كلُّ أوراقه. وكلّما اترعشتْ أوراقهُ، ازدادتْ رغبتهُ للكتابة. فعليها يسطِّرُ كلَّ ارتعاشاتهِ الدّاخليّة.



٩- دخلَ مكتبتهُ بعد أنْ احمَرَّ وجههُ من صفعاتِ الحياة. كان يصارعُ دموعهُ كي لا تنزل. حينها سمِعَ أنَّاتٍ و آهات. اقترب من أحد الرفوف، وجدَ دفترًا خالٍ من الكلمات، فسطَّر دموعهُ فيه. 



١٠- حين يبكي، تكفكفُ دموعهُ مخطوطاتُ أشعارهِ. حين يبكي، تطبّبُ القصائدُ جراحاته. كلُّ هذا وما يكفُّ من البكاء. 


الأحد، 30 يونيو 2013

جوازُ الجِنـان


هـذا جـوازي وتأشيراتهُ فيـهِ
وكـلُّ ختْـمٍ لمعصـومٍ أنـاجيـهِ

نبيّنـا أحـمدٌ، والكـوْثَـرُ ابنتـهُ
وحيـدرٌ صِنـوهُ، دِرعٌ وحاميهِ

والمجتبى سِبطهُ، للجودِ راحتهُ
حسينُ طينتهِ، مِـنْ قَبْـلُ بـاكِيـهِ

وتسعةٌ لـوْ أتـاهمْ عـاشقٌ تَعِـبٌ
أتتهُ كلُّ حِسانِ الكـونِ تُرضِيـهِ

سـافرتُ نحـوَ جِنـانٍ كُلّها أَلَـقٌ
و فـوْقَ كــلِّ خيـالاتٍ وتشبِـيـهِ

وما أطلتُ وقوفًا عندَ " جَمْرَكَةٍ "
فـالحـبُّ يفـتـحُ أبـوابـًا لآتِـيـهِ


خلفية نثرية :
لسنا مشرَّدين، نبحثُ عن تأشيرةٍ وإقامةٍ ما بين الدول. 
نحنُ ذبنا في الولاء، ففاضَ جوازنا بتأشيراتٍ تجعلنا 
نتمخطرُ في جمهورية الفردوسِ الأعلى.




السبت، 29 يونيو 2013

مرّة واحدة لا تكفي

مرّة واحدة لا تكفي 



"من وصايا جدّتي الهاشميّة" ، عنوانٌ لكتابٍ يبدأ بحرف الجر ( من ) الذي يأتي بكثيرٍ من المعاني ومنها التبعيض؛ أي اقتطاع جزءٍ من كل. هنا المؤلف أ.حسن آل حمادة يقتطعُ وصايا لجدّته الهاشمية ويقدِّمها ببراعة وإتقان. يخبرنا الكاتب بأنَّ هذه ليست كلّ الوصايا، فالكل يعلم بأنّ حديث الجدّات بلا نهاية وكلُّ حديثهنّ ممتع. فالجدّةُ كنزٌ، وما هذه الوصايا إلّا جوهرةٌ مطرّزة بالحكمة من ذلك الكنز. 

كتابٌ أشبهُ بطائرةٍ تحملُ رؤىً متعدّدة الجوانب، إضاءات ملفتة وجذّابة، تتخذُ كلَّ قلبٍ مطارًا لها تهبط فيه، وحين تهمُّ بالإقلاع مجدَّدًا تصحبُ العقل معها فتحلُّقُ بهِ إلى فضاءاتٍ أوسع.

مَنْ منّا يملُّ حديث جدّته وقصصها؟ الجدّة تحكي القصة بدل المرة ألف، ومع ذلك لا نشعرُ بضجرٍ ولا سأم. ونطلب منها أيضًا أن تعيد على مسامعنا تلك القصص. وحين نكبر نحدّث بها أولادنا وأحفادنا.

كثيرةٌ تلك الكتب التي تُقرأ مرةً واحدة ثمّ تهجر إلى أن يحين موعدُ مطالعتها من جديد أو ينتهي بها الحال لأن تصبح مزارًا للغبار على الرفوف. هذا الكتاب فريدٌ من نوعه فالوصايا ليست لليوم فقط بل لكلّ أيام حياتنا. نجدُ فيها ما يلهمنا دومًا لنستبصرَ بها طريقًا بين ظلماتٍ كثيرة. كتابٌ لا تكفيه قراءةٌ يتيمة، فَمِنْ روعتهِ، هو كخطّةٍ نضعها للحياة ونرجاعها بين الفينة والأخرى.


28/06/2013