الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

قصص قصيرة جدًّا "١"

قصص قصيرة جدًّا ( ١ )



١- إثرَ حادثٍ مروّع تشوّه وجههُ ، بعد أن استفاق نظر إلى نفسهِ في المرآة . تجهّمَ وغضب وقرر أن يصلح كلَّ المرايا . 



٢- حين يلوّحُ بيدهِ يرمي قذائف الغرام نحوها. حين يقبِّلها تندلعُ حربٌ بين شفاههم. وحين يصرِّحُ بالحبّ يفجِّرُ نفسهُ فيها. 



٣- تتسلَّحُ بدموعها، فتهزمُ كلَّ فارسٍ يتقدَّمُ لنزالها. حتّى جاء ذلكَ النّبيل، فمسحَ دموعها وهُزمتْ.



٤- كانا يقيمان صلاة الهيام في تلك الصومعة ، كلٌّ يلهج بذكر الآخر . وما عرفا أيهما الإمام من المأموم . 
" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"



٥- ترقصُ أناملها مداعبةً ذلك القرطاس ، فيتناثر من تمايلها لحنًا من العَرُوض يُخبِرُ عن ولادة قصيدةٍ لقحتها سواعد الغرام .



٦- مع عشيقتهِ ينظرانِ للنجوم الساحرة. يرى أمل الحياةِ بها، وترى توهُّجًا يستمرّ. انفصلا، وكرِهَ  كلٌّ منهما السماءَ.



٧- كان ماضيهِ مُشبَّعًا بالألم. مهما تقدّم خطوةً للأمام، سبحتهُ حبالُ القلقِ خطوتين إلى الوراء. كان القلقُ مسيطرًا عليه. أقسَمَ بالحبِّ وإلـٰههِ أنْ يتغلَّب على كلّ المناوشاتِ التي بداخلهِ. في تلكَ اللحظة تقطَّعتْ كل الحبال، وكلّما لحقهُ القلق ضلَّ الطريق. 



٨- كلَّما أرادَ أن يبدأ بالكتابة، ترتعشُ كلُّ أوراقه. وكلّما اترعشتْ أوراقهُ، ازدادتْ رغبتهُ للكتابة. فعليها يسطِّرُ كلَّ ارتعاشاتهِ الدّاخليّة.



٩- دخلَ مكتبتهُ بعد أنْ احمَرَّ وجههُ من صفعاتِ الحياة. كان يصارعُ دموعهُ كي لا تنزل. حينها سمِعَ أنَّاتٍ و آهات. اقترب من أحد الرفوف، وجدَ دفترًا خالٍ من الكلمات، فسطَّر دموعهُ فيه. 



١٠- حين يبكي، تكفكفُ دموعهُ مخطوطاتُ أشعارهِ. حين يبكي، تطبّبُ القصائدُ جراحاته. كلُّ هذا وما يكفُّ من البكاء.